الركن المفقود في العملية التربوية

كما هو معلوم للكثير من التربويين ان العملية التربوية و التعليمية لها اركان يشد بعضها البعض لا غنى عن اي ركن اذا اردنا ان تكون المخرجات التربوبية على القدر المامول.

و لتسهيل الفهم للقارئ العزيز سوف اقوم بتقسيم هذه الاركان (العناصر او الاقسام) الى قسمين رئسيين هما:

(1) ما يتم داخل المدرسة او المعهد او الجامعة او اي مؤسسة تعليمية اخرى تتبع النظم و النظريات التربوية التي تؤمن بالعمل التربوي الممنهج اي تكامل اكتساب المعرفة اللازمة للمرحلة العمرية المعينة او المهارات التى تقتضيها تلك المرحلة.

2) ما يتم خارج المدرسة ( اي المنزل – المسجد – النادي الثافي العلمي – الشارع اي مجموعة الاصدقاء و الجيران).

نحن اليوم بحمد لله و شكره نمتلك العديد من المؤسسات التعليمية التي تسعى دوما الى تطور عناصرها من تقديم برامج تدريبية للمعلمين و مراجعة مستمرة للمناهج و تقييم متواتر للوسائل التعليمية . علاوة على توفير الوسائل و التجهيزات المدرسية لتهيئة البيئة التعليمية و خير مثال على ذلك ما تقوم به المجموعة الدولية للتدريب التي تحرص دوما على تقديم كل ما هو جديد و مفيد اسهاما منها في الدفع للامام بمجمل العملية التعليمية و هنالك شواهد كثيرة على ذلك لا يسمح المقام الى استعراضها الان. هذا فيما بختص بالنقطة الاولى.

  

اما فيما يختص بالنقطة الثانية و هي ما يتم خارج المدرسة فهذه النقطة من الاهمية بمكان حيث لا يمكن تصور انجاز تحصيلي عالي للطلاب بمعزل عن تضافر الجهود المكملة لدور المدرسة. ان المؤثرات على الطلاب خارج المدرسة كثيرة جدا منها ما هو سلبي و ما هو ايجابي. بل يمكنني القول ان نفس العنصر يمكن ان يلعب دور ايجابيا اذا قام بما هو منوط به و الا صب في خانة الدور السلبي.

  

اما فيما يختص بالنقطة الثانية و هي ما يتم خارج المدرسة فهذه النقطة من الاهمية بمكان حيث لا يمكن تصور انجاز تحصيلي عالي للطلاب بمعزل عن تضافر الجهود المكملة لدور المدرسة. ان المؤثرات على الطلاب خارج المدرسة كثيرة جدا منها ما هو سلبي و ما هو ايجابي. بل يمكنني القول ان نفس العنصر يمكن ان يلعب دور ايجابيا اذا قام بما هو منوط به و الا صب في خانة الدور السلبي.

 

بما انني لا استطيع ان اسلط الضوء على كل العناصر مجتمعة في مقال واحد و ذلك لاهميتها فكل عنصر يستحق ان تكون له المساحة الكافية من الشرح و التوضيح. لذا اخترت ان اركز على دور ولي الامر سواء كان الاب او الام حيث ان لكل اسرة ظروفها الخاصة بها فنجد تارة الام هي المسؤلة عن متابعة الابناء في المنزل دراسيا و تارة اخرى يقوم الاب بهذا الدور وعليه غياب كلا من الاب و الام في متابعة و توجيه الابناء دراسيا اسميته ( الركن المفقود في العملية التربوية)

1_ للاباء دور مؤثر في تنمية المهارات العلمية و الاجتماعية و هذا الدور يتعاظم يوما بعد يوم و ذلك للايقاع السريع لحياة الفرد و الجماعة. فالابناء اليوم في حاجة ماسة لمن يضيء امامهم الطريق. و لتحقيق ذلك وجب على اولياء الامور التمتع بقدر كافي من المعرفة بما يدور في عالم الشباب و الطلاب و من ناحية اخرى معرفة ما تتطلبه المرحلة العمرية لكل طالب. فنحن هنا نتحدث عن تطوير شخصية ولي الامر ليقوم بالدور المنوط به على اكمل وجه. 

2_ يجب على اولياء الامور اكتشاف شخصيات اطفالهم فيما يتعلق بالميول و الاتجاهات مما يؤدي الى اختيار الوسائل المناسبة لشخصية الطفل. ( ان طبيعة بعض الطلاب الشخصية لا يمكن تعديلها بسهولة او في فترة زمنية وجيزة لذا توجب على اولياء الامور التعامل مع هذه الظاهرة بفكر ايجابي و بصبر شديد )

3_ يجب على ولي الامور وضع الفروقات الفردية بعين الاعتبار فالاساليب التي نجحت مع الابن الاكبر ليس بالضرورة ان تنجح مع كل اخوانه. اذ ان لكل فرد شخصيته الفريدة من نوعها بل نجد في بعض الاحيان ان الاسلوب الذي كان يؤتي ثماره مع الطالب في فترة زمنية معينة قد يحتاج الى تعديل جزئي او تغيير بالكامل مع تطور شخصية الطالب العلمية , النفسية و الاجتماعية. 

4_ يجب على ولي الامر ان يكون متماشيا مع الخطط الدراسية المدرسية و ان يكون دوره مكملا للجهود المبذولة من المعلم و ذلك بان يساعد ابنه على اداء المزيد من الانشطة الاكاديمية التي من شانها تعزيز الفهم او تحسين المهارة او حفظ النصوص و الا يكون متقدما على المعلم بقدر مخل او متاخرا عنه.

5_ على ولي الامر ان يسير مع ابنه الخطوات الاولى ( قراءة كتاب مثلا ) و الا يضعه في مواجهة صعوبات البداية و ذلك بان يقرا و يناقش مع ابنه الافكار الاساسية للفقرة الاولى و الثانية مما يجعل الطالب يدخل في الصورة العامة للكتاب او القصة. و من ثم يناقشه فيما تبقى من الكتاب او يطلب منه كتابة تلخيص لما فهم من القراءة. 

6_ ينصح ولي الامر بربط المعلومات الدراسية بالحياة اليومية ( مثلا الام في المطبخ يمكنها تعليم الحساب لابنائها عن طريق مكونات الطبخ بان تطلب من البنت مساعدها في العد) او طرح اسئلة عن فؤائد الثلاجة, الفرن و غير ذلك بحسب المعلومة التي تريد تعزيزها لدى ابنها.

7_ يجب الحد من مشاهدة التلفاز و العاب الفيديو و محاولة تنمية حب العلم و المعرفة لدي الطلاب.

هذا ليس كل شي فللموضوع تشعبات كثير سنتناولها بالعرض و الايضاح في المقالات القادمة ان شاء الله

المدونات الأكثر تداولاً